السبت، 23 أبريل 2011

شوق مهرب..


أحمد ولد إسلم

Ahmed3112@hotmail.com

إلى الكافرين بالحب، والمؤمنين به..

إلى شيخ القبيلة الذي يزوج القصر بحثا عن قصر..

إلى من يعتقد أني نسيتك يوما، أو سأنساك..

إليك انت قبلهم، وإلي أنا قبلك..

إننا في النصف الأخير من إبريل.. يوشك العام الثالث أن يحزم ذكرياته ميمما شطر الخلود، محتفظا في تلك الحقيبة الصغيرة على ظهره، بحزمة من الشوق، رصت بانتظام، ولفت بقليل من الكبرياء، أو المكابرة.

 كان يحاول هذا العام أن يدسها في جيب العام المقبل، عند بوابة العبور حين يلتقيان الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من مساء الثالث والعشرين.

لا أعرف إن كان ذلك الشوق الملفوف بالمكابرة سينجح في تجاوز أجهزة رصد الحنين، وهل سيكترث العام المقبل بوجوده؟

ما أعرفه أن هذا العام المودع كأن أمينا، ومغامرا، نجح في التسلل بتلك الشحنة العاطفية، من مرفإ الذاكرة.

 تغلب في معركة طاحنة على النسيان، مر بحرفية عالية بين الحواجز الاجتماعية، ونقاط تفتيش النوايا، كان جلفا أحيانا، ومتعاونا أحيانا أخرى.

ولأن تلك الشحنة، لا انتهاء لصلاحيتها، فهي قابلة للبقاء إلى آخر يوم في العمر الذي لم يعد له معنى بغيابك.

تجسست ذات مساء على قلبي فسمعته ينشد بصوت أقرب ما يكون إلى التضرع:

أيعقل أن أموت لفرط شوقي

                    وهذا الحب يمطر من سمائك؟

أيعقل أن أعيش على كفاف

                 وهذي الروح تسبح في فضائك؟

أيعقل أن أكون هنا وحيدا

               أعانق ما تبقى من مســـــــــــــائك؟

وأرمق في الفراغ خيال وجه

             يلبي الشوق من أقصى نــــــدائك؟

سأمكث ههنا عمرا أمنّي 

            بقايا النفس تحيا من بقـــائـــك

حين اكتشف وجودي أتنصت عليه، تشاغل في حديث مع النفس، كان همسا، لكن سمعت مما تقول: ليت الأنفاس تحتفظ بحرارتها لتصلها كما تصدر، فتلهب قلبها.

لم يكن قلبي يأتمنني عليك، هذا ما فهمت من حديثه الهامس، كان يسأل النفس عن آخر عنوان لقلبك ليزوره، أو يرسل إليه رسالة.

ولأن الروح كانت حاضرة، وهي جندي طيع للقلب، فقد همست في أذنه أنها تلتقي روحك كل مساء على شاطئ الحنين، ووعدت أن توصل إليها ما يجود به.

تنهد القلب بمرارة وقال:

آه أيتها الروح السابحة، هل أغاظتك شكواي..؟

كانت الروح ودودة وقالت بابتسامة يشوبها شيء من الاعتزاز:  لست مثلك يا قلب!

****

إني أجازف الآن يا حبيبتي بنقل هذا الحوار إليك، أعلم أن عددا كبيرا من الرقباء سيعترضون الارسال، لكن قلبي أخذ علي عهدا أن أبلغ هذه الرسالة إلى العالم.

سأبذل جهدي أن أوصلها إليك قبل الثالث والعشرين من الشهر، حتى يستطيع قلبك مساعدة العام المقبل في الاحتفاظ بشحنة الشوق المهربة.

ليست هناك تعليقات: